عمالقة أوروبا تخطب ود الجوهرة البرتغالية كواريزما

من رحم الأحباط يتولد الأمل .. ومن سنوات المعاناة يأتي الفرج، هكذا كان لسان حال البرتغالي الدولي ريكاردو كوريزما نجم وسط فريق بورتو البرتغالي، بعدما إنضم نادي يوفينتوس الإيطالي لكرة القدم إلى السباق المحموم بين أكبر الأندية الأوروبية من أجل ضم النجم البرتغالي، لتدعيم صفوف الفريق بلاعب من العيار الثقيل.
وأكدت صحيفة الريكورد البرتغالية أن فريق اليوفي – الساعي إلى العودة لأيامه الخوالي – قد أرسل مندوبين إلى مدينة مادورا البرتغالية لمراقبة نجم أوروبا القادم، عن قرب في مباراة فريقه أمام مارتيمو أمس الجمعة في الجولة الـ 19 للمسابقة المحلية، والتي انتهت بفوز الأول بثلاثية نظيفة.
ولفت كواريزما أنظار نادي مدينة تورينو الإيطالية إليه بشدة أثناء لقاء منتخب بلاده أمام نظيره الإيطالي في مباراة دولية ودية أقيمت قبل أيام قليلة، وإنتهت بفوز الأتزوري بثلاثية مقابل هدف وحيد، وقدم اللاعب مستوى راق ومميز، وجه به رسالة إلى أندية أوروبا بأنه إضافة قوية ومؤثرة لأي فريق.
وكانت أندية الأرسنال وليفربول وتشيلسي الإنجليزية، وفريقي العاصمة الإسبانية مدريد الريال واتليتكو، وفريقي مدينة الميلان إلى جوار اليوفي، وبايرن ميونيخ الألماني وموناكو الفرنسي، قد دخلو في صراع من أجل الحصول على خدمات اللاعب ليرتفع سعره في بورصة اللاعبين بشكل كبير.
وإعترف جورجي مينديز مدير أعمال اللاعب بصحة المفاوضات التي تجريها الأندية الأوروبية للظفر بخدمات النجم البرتغالي، مؤكداً أنه يفاضل بينها من أجل إختيار العرض الأفضل والأنسب ليغادر البرتغال مرة أخرى، وخاصة أن جميعها من الأندية الكبيرة في القارة العجوز.
وعرفاناً بجميل ناديه عليه، قام كواريزما بتجديد عقده مع بورتو حتي يحصل على أعلى مقابل من إبرام صفقة إنتقاله، بعد أن صنع نجوميته بين جدرانه وذاق معه طعم الألقاب.
وقام كواريزما بتمديد تعاقده مع بورتو لـ موسمين إضافيين لينتهي عقده في 30 يونيو عام 2011، ويمنح جماهير ناديه التي لقبته " بالجوهرة" الثقة والطمئنانية في لاعبهم، بعد أن انتشرت الشائعات في أرجاء النادي عن عدم رغبة اللاعب في البقاء والرحيل إلى خارج البرتغال مجدداً.
وقام بطل الدوري البرتغالي بشراء 9% من حقوق اللاعب، ليحفظ كواريزما العرفان لناديه بعد أن بعثه من الموات ومنحه فرصة لاثبات نفسه، وإظهار إمكانياته الفنية ومهاراته العالية.
وأكد كواريزما في أكثر من تصريح لوسائل الإعلام بانه سعيد بالدفاع عن الوان الفريق الأزرق، ويحب كثيراً اللعب ضمن صفوفه، وسيترك أمر انتقاله إلى أي فريق لادارة النادي.

<td width=1>
وكان كواريزما (24 عاماً) يدافع عن ألوان برشلونة قبل أن ينتقل إلى فريق بورتو في صيف 2004، وأكد أنه عانى كثيراً في كاتالونيا ولا يتمنى أن يتعرض أي لاعب لما مر به هناك، حيث شعر بظلم بالغ وتجاهل، وظن أنه لن يتمكن من لعب كرة القدم مجدداً.
وأكد كواريزما في تصريحات لصحيفة "أبولا" البرتغالية قبل أيام قليلة، أنه عانى طويلاً من إحباط شديد للغاية بين جدران برشلونة، ولا يتمنى بأي حال من الأحوال أن يمر أي لاعب كرة بمثل تلك اللحظات، ولكنه الأن سعيداً للغاية بعد طول معاناته بعد أن تحسن حظه كثيراً.
وأشار إلى أن الظلم الذي تعرض له قد يرجع إلى أنه كان صغير، حيث لم يكن يتجاوز الـ 19 من عمره، وهو ما أثر على حظوظه في الدفاع عن ألوان البرسا، ولكنها كانت بالتأكيد لحظات مؤلمة.
وأعترف النجم البرتغالي بأنه كان بين الحين والآخر يقف أمام المرآة في المدينة الإسبانية، لينظر إلى الحالة التي وصل لها، ويتساءل هل سيتمكن أن يلعب الكرة مرة ثانية، بعد أن حطم الظلم طموحاته.
وبعد مرور ثلاثة أعوام على سجن كاتالونيا، إنطلق كواريزما إلى الساحة الأوربية بقوة، عبر قميص يورتو ليتوج بلقب الدوري البرتغالي ثلاث مرات، ويقوده إلى خوض غمار دوري الابطال الأوربي، قبل أن يساهم في حصول منتخب بلاده على المركز الرابع في نهائيات كأس العالم ألمانيا 2006، ليتبدل الحال من النقيض إلى النقيض ويصبح كواريزما هدف لأكبر أندية أوروبا، ويرتفع سعره في بورصة اللاعبين بشكل كبير.
فينفض صانع ألعاب بورتو عنه أيام المعاناة، ويؤكد أنه يشعر في الوقت الحالي بقدرته على الإنتقال لأي نادي عريق في أوروبا بعد أن اكتسب النضج الكافي.

وكان لويس فيليب سكولاري المدير الفني للمنتخب البرتغالي، قد أكد في أكثر من مناسبة عن سعادته بامتلاك لاعبين في الفريق في حجم كواريزما وكريستيانو رونالدو شديدي الشبة في المهارة والأمكانيات، ويمتلكان القدرة على صناعة الفارق مع اي فريق والظهور بشكل مؤثر في اللحظات الصعبة.
كوارزيما في سطور
<td width=1>
ولد ريكاردو أندردي كواريزما بيرنادو "كواريسما" في 26 سبتمبر عام 1983 بمدينة لشبونة البرتغالية، وإنطلق في طريق النجومية بين صفوف النادي البرتغالي الشهير سبوتنج لشبونة مع إنطلاق موسم 2000/ 2001 ، فخاض معه 28 مباراة سجل خلالها 3 أهداف وكان عمره 17 عاما، ورغم حداثة سنه كان لاعباً أساسي في صفوف الفريق.
وواصل كواريزما مسلسل التألق بقميص سبةرتينج لشبونة حتي أصبح في موسم 2002 / 2003 النجم الأول للفريق، رغم تراجع مستوي سبورتنج في هذا الموسم ليلفت انظار الأندية الأوروبية.
وفاز برشلونة بصفقة الشاب البرتغالي مقابل 6 ملايين يورو، ليدافع لأول مرة عن ألوان ناديه الجديد في مباراة ودية امام الميلان الإيطالي، وأحرز هدفه الأول مع ناديه في الموسم الأول له في برشلونة، قبل أن يتعرض لاصابة قوية أبعدته عن الملاعب وحرمته من المشاركة مع منتخب بلاده في كأس الأمم الأوربية تحت 21 عاما.
وخرج كواريزما تماما من حسابات الهولندي فرانك ريكارد المدير الفني للفريق الكاتالوني، ليصبح الرحيل أمرا حتمي، ويغازله بورتو البرتغالي وأصبح لا مفر من العودة الي الديار.
وإنتقل اللاعب إلى بورتو في صفقة تبادلية مع النجم البرتغالي ديكو الذي حل بدلا منه في الفريق الكاتالوني، فقاد فريقه في موسمه الأول لحصد كأس البرتغال بهدف في شباك بنفيكا في مباراة نهائي البطولة، قبل أن يساهم بشكل كبير في تتويج فريقه بالدوري البرتغالي ثلاث مرات.
تاريخ التحديث :-
توقيت جرينتش : السبت , 16 - 2 - 2008 الساعة : 9:20 صباحاً
توقيت مكة المكرمة : السبت , 16 - 2 - 2008 الساعة : 12:20 صباحاً