بعد أن أنهى شارون حملته الإجرامية اليومية عاد إلى بيته ليأخذ حماما دمويا بأعصاب باردة بعد حمامه ذهب ليتعشى فأكل فخذا ضخمة لأحد الخنازير التي رباها منذ صغره حتى التخمة ثم ذهب لينام وكعادته دون أن يغسل يديه وفمه تمدد في السرير بجوار ضميره النائم منذ زمن بعيد وطفق ينظر إليه حتى غلبه النوم عندها استيقظ ضميره وحاول أن يتقرب من سيده شارون أن يكلمه حتى طلع الصباح وما إن فتح شارون عينيه حتى نام الضمير مباشرة بعد ليل قضاه ساهرا غطاه شارون جيدا وسخن له الغرفة وذهب ليتحقق أن ضمائر أهله كلها قد نامت ودون أن يغسل يديه ووجهه شرب القهوة وودع أولاده وزوجته .
استقل سيارته وأثناء سيره رأى ضمائر الفلسطينيين منها ما قطع لسانه ومنها المكبل ومنها نشيط الحركة والكلام فغضب غضبا شديدا من هذا الأخير وطلب من جنوده أن يقتلوا أصحاب الضمائر الحية واليقظة ولو كانوا أطفالا
وصل إلى مكتبه ووضع ذقنه على تمثال الخنزير الذي يزين الطاولة وهو يفكر في الضمائر اليقظة التي تهدد وجود إسرائيل
وبعد تفكير عميق أرسل إلى بعض جواسيس الموساد ليستقرئوا أحوال ضمائر المسلمين وحكامهم خارج الحدود الفلسطينية
شد هؤلاء الجواسيس الرحال كل إلى وجهته وبعد قرابة سنة عادوا بتقاريرهم وملامح العجب تملا قسمات وجوههم
أخذ شارون التقرير إلى منزله ليقرأه على مهل أقفل على نفسه باب غرفته وشرع بالقراءة وكان كالتالي :" لقد رأينا البعض يبيعون ضمائرهم في السوق السوداء وبعض الحكام قد وضعوها في صناديق ذهبية وأقفلوها وآخرون ضمائرهم نائمة كضمائرنا يا سيدي ومنهم من ينتعل ضميره ومنهم من يستعمله أيام المؤتمرات العامة أو حين تضرب دولة غربية شقيقة ومنهم من يضعه غطاء لرأسه ليستعمله إذا احتاج إليه ولكن ما تعجبنا منه حقا يا سيدي هو أن منهم من مات ضميره منذ زمن بعيد جدا" فقهقه شارون مشدوها وتمدد في سريره... في الصباح أراد أن يطمئن على ضميره كالعادة فوجده جاحظ العينين فاغرًا فاهُ وقد ترك له رسالة يقول فيها " لا فرق عندي بين ضمير نائم وضمير ميت ولكن أشكرك على الحرية التي منحتها لي فبعدما قرأته عن ضمائر العرب لم يبق لي ما أعيش لأجله ... التوقيع ضميرك الميت"